اتجوز مين؟… يارا!!! ملقتيش غيرها يا ماما؟
الأم:
أيوة يا عمر، مالها يارا يا ابني؟ بنت عمك، ومفيش زيها في أدبها وأخلاقها، وهتصونك يا حبيبي.
عمر:
لا لا لا… انسي! قال يارا قال… دي دايمًا شكلها مبهدل ومش حلوة.
الأم:
يا عمر يا حبيبي، هي بس مش مهتمة بنفسها لأنها مشغولة طول الوقت بشغل البيت ورعاية إخواتها. من يوم ما أبوها وأمها ماتوا وهي شايلة البيت كله. وبعدين إنت عارف كويس إن يارا من صغرها وهي جميلة.
عمر:
يا ستي على راسي، بس جواز؟ لأ… أنا مش هتجوز غير واحدة تعجبني وأكون بحبها. مش هتجوز علشان أشفق على حد.
الأم:
يا ابني، يارا دي ست البنات، والله ما هتلاقي حد يصونك ويقدرك زيها.
عمر:
لا يا حبيبتي… اقعدي إنتي كده بس، وأنا هلاقي إن شاء الله.
كنت طالعة على السلالم للسطح وسمعتهم بالصدفة… وقفت مصدومة. إزاي عمر يقول كده عني؟ كلامه وجعني وكسرني. لو القريب بيقول كده، الغريب هيعمل إيه؟
عمر:
يارا!! إنتي هنا من إمتى؟
الدموع كانت مالية عنيا، اتوترت لما لقيته فتح الباب فجأة، ومعرفتش أنطق.
عمر:
ما تتكلمي يا يارا… عايزة حاجة؟
يارا:
آه… أنا كنت جاية أسأل مرات عمي لو عندها حاجة عايزة أطلعها السطح.
عمر:
ماما! تعالي شوفي يارا عايزة إيه.
كان بيبصلي كأنه ما قالش حاجة، ولا كأنه كسرني من شوية. شوفت في عينيه قسوة وجحود.
الأم:
تعالي يا يارا يا حبيبتي، عايزة حاجة؟
بصيتلها ودموعي محبوسة، عيني بتقول: إزاي ابنك قاسي كده؟
بقالي 24 سنة عايشة في البيت ده، وأول مرة أسمع كلمة تجرحني بالشكل ده.
يارا:
لا يا مرات عمي… كنت بس طالعة السطح.
الأم:
تسلميلي يا حبيبتي… طيب تعالي اقعدي شوية.
يارا:
مرة تانية إن شاء الله… أنا لازم أنزل أعمل الغدا لماهر قبل ما يروح شغله.
الأم:
طب عايزة أي حاجة؟
يارا:
تسلميلي… عن إذنك.
خرجت من شقتهم والدموع بتغلبني. حطيت إيدي على بوقي علشان أكتم صوت بكايا، ونزلت جري على شقتنا.
في شقة يارا
يارا:
ماهر… هتروح شغلك امتى؟
ماهر:
كمان ساعتين. يلا نتغدى سوا… أكل إيدك ما يتعوضش.
عمر من جوة:
مرة تانية يا ابن عم… أشوفك بالليل.
سمعت صوته، وماقدرتش أدخل. حاسه إني بدأت أكرهه.
عمر:
يارا!! بتعملي إيه على السلم؟
مسحت دموعي بسرعة وبصيت في الأرض.
يارا:
مفيش… رجلي اتلوت وأنا نازلة، فارتحت شوية.
عمر:
طب إنتي كويسة؟ تقدري تقفي؟
يارا:
أيوة… أنا كويسة.
جريت على شقتنا وقفلت الباب. قلبي اتخنق… مش قادرة أتعامل معاه بعد اللي سمعته.
بعد شوية
ماهر:
يارا، إنتي جيتي؟
يارا:
أيوة يا ماهر… هدخل أجهزلك الغدا.
جريت على الحمام وغسلت وشي. بصيت في المراية…
هو شايفني وحشة؟!
أنا بس شكلي تعبان ومشغولة. أنا مش وحشة. بالعكس… أنا بشوفه أجمل راجل في الدنيا، وهو جماله عادي جدًا.
هو شايفني بعينه… وأنا شايفاه بقلبي. وده الفرق.
في المطبخ
يارا:
ماهر، ممكن تجيبلي الحلة دي من فوق؟
ماهر:
انتي ناوية تفضلي قصيرة كده لحد إمتى؟ زي علبة الكنز!
يارا:
اخص عليك يا ماهر… بتتريق على أختك؟
ماهر:
أتريق إيه يا عبيطة؟ ده إنتي زي القمر.
يارا:
طب وعلبة الكنز دي؟
ماهر:
بنكد عليكي وخلاص.
ماهر أصغر مني بأربع سنين، بس هو أخويا وصاحبي وسندي بعد أبويا وأمي. شايل البيت معايا، وبيصرف على نفسه وعلى سما… ولسانه طويل، بس قلبه أبيض.
يارا:
بتنكشني وتقوم تتريق عليا!
ماهر:
مقدرش يا حبيبتي… وبعدين فين الأكل؟ أنا اتأخرت على الشغل.
يارا:
خلاص، اللحمة خلصت وهعمل الرز دلوقتي.
ماهر:
أساعدك؟
يارا:
لأ يا حبيبي، كله تمام.
سكت شوية وبعدين قال:
ماهر:
يارا… إنتي سمعتي عن سفرية عمر؟
اتصدمت، وحسيت بوجع غريب.
يارا:
سفرية عمر؟!
ماهر:
أيوة، هيسافر الأسبوع الجاي. بيقول هيقعد سنة… جاله شغل كويس.
يارا:
ربنا يرزقه ويكتبله الخير.
ماهر:
طب متيجي نروح نقعد يومين عند جدو؟
يارا:
لأ… خليها في الإجازة. سما في المدرسة ومينفعش تغيب.
وقت الغداء – شقة يارا
ماهر، نادي على سما تغير لبس المدرسة وتيجي تساعدني.
سبيها تغير براحتها.. أنا هساعدك.
لا ياحبيبي.. هي هتساعدني في رص الأطباق بس.
أنا جيت أساعدكم في حاجة.
عملتي إيه النهارده في المدرسة؟
سما، رصي الأطباق معايا.
حاضر ياماهر.. يارا النهاردة وأنا في المدرسة طلبوا مني رقم بابا.
وعملتي إيه؟
كنت حافظة رقمك ياماهر، فاديتهولهم.
دمعت غصب عني.. أنا كمان مريت بنفس الموقف.. شديت سما نحيتي
انتي عارفة إننا عيلتك و ماهر أبوكي وأنا مامتك صح؟
اكيد يا يارا.. وأنا اديتهم رقم ماهر وقالولي مافيش مشكلة.. المهم أي حد كبير يتكلم معاهم.
وياترى عايزين يتكلموا معايا في إيه؟
بصيت لماهر باستغراب لانه فعلاً معاه حق.. ياتري عايزينه في ايه؟
هما اكيد هيكلموك تروح بكرا يا ماهر.
ماشي يانسما… على خير إن شاء الله.
تاني يوم _في المدرسه
“داخل مكتب المدير “
صباح الخير يا أستاذ إبراهيم.
صباح النور.. ماهر، أخو سما صح؟
صح حضرتك.
اتفضل اقعد ياماهر
خير حضرتك هي سما عملت حاجة؟
لا خالص.. الحقيقة إن سما طالبة شاطرة جدًا ومتفوقة في دراستها.. ونظرًا للظروف اللي بيمروا بيها، المدرسة قررت تتكفل بمصاريفها ومنحها جائزة
عبارة عن منحة دراسية.
أنا مقدر كلام حضرتك جدًا، بس أنا بدفع مصاريفها كل سنة ومش بتأخر.. والحمد لله ظروفنا تمام ومافيش حاجة ناقصاها.
بس يا ماهر، دا تكريم ليها ولتفوقها.. سما استاهل دا.
فاهم حضرتك.. أنا يهمني جدًا مستواها في الدراسة وتكون ناجحة ومتفوقة.. بس أنا موجود علشان أتكفل بكل حاجة.
ايوة ياماهر، بس الإدارة هي…
أنا متشكر جدًا لحضرتك وللإدارة ولكل شخص فكر في سما وحابب يدعمها.. بس أنا مش موافق على المنحة دي.
تمام.. اللي تشوفه يا ماهر.. بس فكر كويس.
تمام.. متشكر جدًا بعد إذنك.
العفو
في البيت
عملت إيه في المدرسة.. كانوا عايزين إيه؟
شفقة.
مش فاهمة.. شفقة إيه؟
قال إيه سما متفوقة في دراستها وعايزين يكرموها بمنحة.. يتكفلوا بمصاريفها.
بس سما متفوقة في الدراسة فعلاً.. ودايمًا من أوائل المدرسة.
بس مش لدرجة يتكفلوا بمصاريفها على أساس شاطرة.. من امتى واي حد شاطر بيتكرم بمنحة؟
قصدك إنهم بيسعدوها علشان يتيمة الأب والأم؟
أكيد.. بس في كتير يتامى غير سما.. معرفش.. أنا رفضت المنحة دي وخلاص هو انا بشتغل وبجيب فلوس علشان مين؟
بس انت كمان ليك متطلباتك ياماهر.. وكبرت وهتعوز تتجوز وتشوف حياتك.
قرب مني وو
انتو حياتي.. أنا مش هرتاح غير وانا شايفكم أسعد بنات في الدنيا.. وأسلمكم بإيدي لأزواجكم وأتأكد إنكم بخير ومبسوطين.
ربنا يبارك لنا فيك يا حبيبي.. وأشوفك دايمًا مبسوط وسعيد وافرح بيك يا قلب أختك.
يارب يا حبيبتي.
مسحت دموعي اللي نزلت غصب عني واتمالكت نفسي.
أنا هطلع لمرات عمك فوق.. هقعد معاها شويه.
طيب.. لو لاقيتي عمر فوق قوليله ينزل يقعد معايا.
حاضر ياحبيبي.
شقة عمي
خبطت على الباب و فضلت اقول في سري يارب عمر مايفتحش ولا أشوفه… بس فجأة الباب اتفتح.. وكان هو
يارا! في حاجة ولا إيه؟
ادخلي يا يارا.. أنا اللي قولتلها تطلع ياعمر.
رفع حواجبه وهو باصص في عنيا
ادخلي يا يارا.. مستنيه إيه؟
ماهو لو تنزل إيدك من على الباب وتسمحلي أدخل.. هدخل.
أاه، معلش.. ماخدتش بالي.
وانت من امتى بتاخد بالك؟
تقصدي إيه؟
لا ولا حاجة.. ماهر مستنيك تحت.
سيبته ودخلت الشقة وباين عليه علامات الاستغراب وان ليه قولت كدا
إيه يامرات عمي.. جايبة الغلاسة دي منين؟
متزعليش منه يا يارا هو كدا بيحب يهزر…. بس والله طيب.
سمعت إنه مسافر.. دا بجد؟
ايوة ياحبيبتي، جاله شغل كويس والإقامة سنة.. والله أنا خايفة عليه وبقوله بلاها.
خايفة ليه؟ هو رايح شغل مش فسحة.. خليه يشوف مستقبله و ربنا يوفقه.
انتي عارفة بقي.. الغربة وحشة قوي، وهو ياحبيبي مسافرش قبل كدا.
ان شاء الله هيتعود.. ويرجع ويقولك إنه عايز يسافر تاني.
لا سفر تاني ايه.. دا أنا مش قادره أتخيل إنه بعيد عني يا يارا.
قطع كلامنا آدم أخو عمر لما فتح باب الأوضة فجأة
يارا! عاملة ايه.. انتي هنا من امتي؟
الحمدلله يا آدم، انت عامل ايه؟.. وأخبار المذاكرة ايه؟
الحمدلله بخير.. تالتة ثانوي واخدة وقتي كله والله، يايارا ادعيلي.
وواخدك مننا كمان.. احنا في نفس البيت ومش بشوفك.. بدعيلك والله انت وسما ربنا يوفقكم يارب.
اعمل ايه بس.. دا أنا أهلي مش بشوفهم غير صدفة.. صح ولا ايه يا ماما؟
ضحكنا كلنا في وقت واحد
آدم الوحيد في العيلة دي اللي عنده روح دعابية وفرفوشة رغم الضغط اللي هو فيه بسبب الثناوية.. بس دايمًا بيضحك وبشوش.
والله يايارا.. أنا مش بشوفه غير على الأكل وسعات بدخله الاكل جوة، لا بيخرج يقعد معانا ولا حد يعرف عنه حاجه.. وخاسس وحالته نيلة.
لا بس صدفة جميلة.. يوم ما أخرج من الأوضة أشوف القمر عندنا في الصالة.
ياتري قصدك أنا ولا يارا؟
ودا سؤال برضو.. يارا طبعًا.
ضحكت وحطيت عيني في الأرض من الكسوف.. هو صغير اه بس لسانه بينقط عسل وبيعرف يجبر بخاطر اللي قدامه مش زي أخوه.
تسلم يا آدم.. ربنا يجبر بخاطرك.
لا دا حقيقي علي فكره.. أحلويتي وبقيتي قمر.
بس يا واد.. انت بتعاكسها قدامي.
اي يا ماما.. دي أختي الكبيرة.. وبعدين حد يشوف القمر قدامه ويقدر يقاوم؟
كلام آدم ليا حسسني بقيمتي وكياني.. حتى لو جبران خاطر.. هو عرف يبسطني ويرسم الضحكة على وشي.
الكلمة الحلوة ليها تأثيرها.. أنا عارفة إنّي جميلة واستاهل الكلام دا.. يمكن بس محتاجة اهتم بنفسي شويه.
تسلم يا ابن عمي.. غلاوتك من غلاوة ماهر والله.
لا بس بجد بجد.. انتي بقيتي مزة.
ضحكنا كلنا تاني، ووشي احمر من الخجل.. أنا بحب عيلتي قوي وهم كمان بيحبوني.. بس عمر!! مش عارفة ليه غيرهم.
بعد مرور أسبوع
عدي اسبوع وانا بحاول ما اشوفش عمر علشان ما افتكرش كلامه مكنتش بطلع عندهم ولما كان بيجي يقعد مع ماهر كنت بقعد في اوضتي
النهاردة عمر هيسافر حاسة اني زعلانه قوي وحتة من روحي هتمشي وتسيبني.. مع اني مجروحة منه واني بالنسبة له ولا حاجه لاكن انا زعلانه قوي انه هيمشي
لمتابعة أحدث المقالات والروايات أولًا بأول، انضموا لقناتنا على تليجرام:
اضغط هنا للانضمام